27 May
27May

اليوم السابع والعشرون من شهر أيار


عِبادةُ العَذْراءِ في الطُّقوسِ الشرقيّة


وَإِنّي أَوَدُّ أَنْ أُلِحَّ وأُشيرَ إِلى أَيِّ حَدٍّ عَميِقٍ تَشْعُرُ الكَنِيسَةُ الكاثولِيكِيَّة، وَالكَنيِسَةُ الأُرْثوذُكْسِيَّةُ وَالكَنَائِسُ الشَرْقِيَة، بِأَنَّها مُتَّحِدَةٌ في مَحَبَّةِ "والِدَةِ الله" وَمَدِيحَهَا. لا لأَنَّ العَقَائِدَ الأَسَاسِيَةَ للإيمانِ المَسِيحِيِّ بِالثَالوثِ، وَكَلِمَةِ اللهِ المُتَجَسِّدِ مِنَ العَذْرَاءِ مَرْيَم، قَدْ حُدِّدَتْ فِي المَجَامِعِ المَسْكونِيَّة المَعْقُودَةِ فِي الشَّرْقِ وَحَسْب، بَلْ لأَنَّ الشَرْقِيِينَ، فِي عِبَادَتِهِمِ اللِّيتُورْجِيَّة، يُكَرِّمُونَ، بِأَنَاشِيدَ رَائِعَة، مَرْيَمَ العَذْرَاءَ الدّائِمَةَ بَتُولِيَّتُها وَأُمَّ اللهِ الفائِقَةِ القَدَاسَة.وَعَلى التَقَلُّبَاتِ التَّارِيخِيَّةِ المُعَقَّدَة، وَالإِضْطِهَادَاتِ الدَّامِيَة... ما بَرِحَ المَسِيحِيُّونَ الشَّرْقِيُونَ، بِثِقَةٍ لا حَدَّ لهَا، يَتَوَجَّهُونَ إِلى أُمِّ الرَّبِّ، يُكَرِّمُونَها بِمَدَائِحِهِمْ، وَيَدْعُونَها بِصَلَواتٍ مُتَّصِلَة. وَفِي الأَوْقَاتِ الصَعْبَةِ مِنْ وُجُودِهِمِ المَسِيحِيِّ المُعَذَّبْ، التَجِأُوا إِلى حِمَايَتِها، مُوقِنِينَ أَنَّ لَهُمْ فِيها سَنَداً كَبِيراً. إِنَّ الكَنَائِسَ التي تَعْتَرِفُ بِتَعْليِمِ مَجْمَعِ أَفَسُس تُعْلِنُ العَذْرَاءَ "أُمَّ اللهِ الحَقيِقِيَّة"، "لأَنَّ رَبَّنا يَسُوعَ المَسيح... المَوْلُودَ مِنَ الآبِ قَبْلَ الدُّهُور، بِحَسَبِ الأُلُوهَة، وُلِدَ، فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَة، مِنْ أَجْلِنا وَمِنْ أَجْلِ خَلاَصِنَا، مِنْ مَرْيَمَ العَذْرَاءِ، أُمِّ الله، بِحَسَبِ البَشَرِيَّة". فالآباءُ اليُونانُ وَالتَقْليِدُ البِيزَنْطي، تَأَمَّلُوا العَذْرَاءَ عَلَى ضَوْءِ الكَلِمَةِ الذي صارَ إِنْسَاناً، وَاجْتَهِدوا أَنْ يَسْبِروا عُمْقَ العَلاقَةِ التي تَرْبِطُ مَرْيَم، كَوْنَها أُمَّ الله، بِالمَسِيحِ وَالكَنِيسة: إِنَّ للعَذْراءِ حُضُوراً مُسْتَمِراً في مَدَى تَاريِخِ الخَلاصِ بِأَسْرِهِ.وَالتَّقَالِيدُ القُبْطِيَّةُ وَالحَبَشِيَّة، وَلَجَتْ هذا التَأَمُّلَ فِي سِرِّ مَرْيَم، بِفَضْلِ القِدِّيسِ كيِرِلُّسَ الإِسْكَنْدَرِيّ، فَكَرَّمَتْ، بِدَوْرِهَا، هَذا السِرَّ بِأَشْعارٍ زَاهِرةٍ فَيَّاضَة. وَمَار أَفْرامُ السِّرْيَانيُّ المُلَقَّبُ بِكِنَّارَةِ الرُوحِ القُدُس، نَظَمَ، بِعَبْقَرِيَّتِهِ الشِّعْرِيَة، أَنَاشِيدَ لِلْعَذْرَاء، وَلَمْ يَكِلّ، فَتَرَكَ بَصْمَتَهُ، حَتَّى اليَوْم، عَلى تَقْلِيدِ الكَنِيسَةِ السُّرْيَانِيَّة.

 وَالقِدِّيسُ غْرِيغُورْيوُس نَارِك، أَحَدُ "أَمْجَادِ أَرْمِينْيَا اللاَّمِعين، راحَ، بِإِلهْامٍ شِعْريٍّ كَبِير، يَتَعَمَّقُ في مُخْتَلَف وُجُوهِ سِرِّ التَّجَسُّد، وَيَتَّخِذُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ مُنَاسَبَةً لِيُغَنِّي بِمَدْحِ العَذْرَاءِ مَرْيمَ أُمِّ الكَلِمَةِ المُتَجَسَّد، وَيُعْلِنُ مُقَامَها الفائِقَ وَجَمَالِها العَجِيب.إِذَنْ، فَلاَ عَجَبَ فِي أَنْ تَحْتَلَّ مَرْيَمُ مَكَانَةً مُمَيَّزَةً فِي عِبادَةِ الكَنَائِس الشَّرْقِيَّةِ العَرِيقَة، مَصْحُوبَةً بِفَيْضٍ لاَ نَظيِرَ لَهُ مِنْ أَعْيَادٍ وَأَنَاشِيد


#Saintcharbel22 

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.