19 Jul
19Jul



من القديس مكسيموس، راهب ولاهوتي.


 *المصباح فوق المنارة، هو ربّنا يسوع المسيح،* نور الآب الحقيقيّ، "الذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، والآتي إِلى العالَم" (يو 1: 9). وبعبارة أخرى، هو حكمة الآب وكلمته؛ وبعد أن قَبِل طبيعتنا البشريّة، أصبح فعلاً "مصباح" العالم ودُعي كذلك. ونحن نبتهل ونسبّح له في الكنيسة بإيماننا وخشوعنا. وهكذا، يصبح مرئيًّا من جميع الأمم، "فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت"، أي للعالم أجمع، كما قال: "ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة، فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت" (مت 5: 15). ونلاحظ أنّ الرّب يسوع المسيح يدعو نفسه سراجًا. إنّ الّذي هو الإله بطبيعته، قد أصبح إنسانًا في مشروع الخلاص، ونورًا محتوىً في الجسد كما في إناء... هذا ما كان يفكّر فيه داود عندما قال: "كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي" (مز119[118]: 105). مخلّصي وإلهي يُسمّى مصباحًا في الكتاب المقدّس لأنّه يبدّد ظلمات الجهل وشرّ البشر. وبما أنّه الوحيد القادر على تبديد ظلمات الجهل والخطيئة، فقد أصبح طريق الخلاص للجميع. فهو يقود إلى الآب كلّ مَن، مِن خلال المعرفة والفضيلة، يسير معه على طريق الوصايا كما على طريق العدالة. والمنارة هي الكنيسة المقدّسة، لأنّ كلمة الله يشعّ من خلال عملها التبشيريّ. وهكذا، تستطيع أشعّةُ حقيقته أن تُنير العالم كلّه... ولكن بشرط واحد، وهو ألاّ تُخفى تحت حَرفيّة الشريعة. فكلّ مَن يتمسّك بِحَرفيّة الشريعة وحدها، يعيش بحسب الجسد ويضع السراج تحت المكيال. أمّا الكنيسة، فهي على المنارة، وتنير البشر أجمعين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.