04 May
04May
Saintcharbel22 whatsapp


فقر القديس شربل (مر ١٠/٢١)


يقول القانون: 


"يجب على الراهب ألا يقتني شيئا ذاتيّا".

لذا ما مسكت يده يوما طوعا نقدا من فضّة أو ذهب. وكان يستعمل أحقر الأشياء، ولا يرمي شيئا صغيرا أو كبيرا، ولو كان ضلعا من البقول، وإذا رأى تحت العريشة حبّة عنب، أو كسرة خبز على الطريق يلتقطها ويحملها إلى المطبخ. 

وقد كان فقيرا كأحد الشحاذين. 

ولم يوجد فقير يرضى بطعامه ومرقده وثيابه.

 فكان يعتبر كلّ خيرات الدنيا كالتراب المدوس بالأقدام.

ولكنّ الفقر الحقيقيّ كان بظهوره مظهر الغبيّ الخامل، مع أنّه كان غنيّا بنعم الله والفضائل السامية.

 وكان متجرّدا عن أهله، بحيث ما زارهم قطّ في حياته، ولا تحدّث عنهم ولا سأل أيضا.

ولمّا كان يزوره أخوه كلّ سنة أو سنتين، ما كان يقابله إلاّ قليلا بأمر رفيقه.وكان متجرِّدا عن إرادته، لا بما ينصّ عليه القانون فقط، بل في كلّ شيء، كأنّه بلا إرادة.

ومع كونه ذكيّا، لم يظهر ذلك، لا بالكتابة ولا بالكلام. 

وما لفظ بفمه كلمة: هذا لي، أو هذا لنا، أو هذا لديرنا.

كان يشتغل بكلّ قوّته، في أيّ عمل كان، أو يصلّي بكلّ حرارة في الكنيسة، حالما يأمره رفيقه، بترك ذلك إلى عمل آخر ينصرف حالا، كما يمشي الخيال عندما يمشي صاحبه، وهذا منتهى التجرّد، غنيّا بمحبّة الله، قلبه لم يكن متعلّق بشيء في الدنيا على الاطلاق.

لكأنّه غير موجود في هذه الدنيا، بل في دنيا الله.



وعملا بالقانون :

 "لا يضيّع الوقت بطّالا، بل كلّما قدر فليصلّ للمحتاجين ولموتاه، ولا يتكاسل لئلاّ يقع في فخاخ الشيطان".

 كان شربل شديد الحرص على الزمن، ولا يترك فرصة، ولو زهيدة جدّا، تمرّ دون أن يأتي عملا تنتفع به الرهبانيّة، ويكتسب بها ربحا يناله في الأبديّة لأنّه كان يعلم العلم اليقين أنّه إنّما أعطي الزمان لتقديس نفسه؛ فعندما لم يكن في العمل، ينصرف إلى الصلاة والتأمّل.



من كتاب شربليات 

#Saintcharbel22

 #شربل سكران بألله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.