01 Nov
01Nov

أحد تقديس البيعة 

إنجيل القدّيس متّى 20-13:16

جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».

فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».

قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».

فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».

فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.

وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.

سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».

حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

القدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا

صلاة الكنيسة

«فَأَجابَ سِمعانُ بُطرُس: أَنتَ ٱلمَسيحُ ٱبنُ ٱللهِ ٱلحَيّ»

إنّ كلّ نفسٍ بشريّة هي في حدّ ذاتها هيكلٌ لله: هذا ما يفتح لنا منظورًا واسعًا وجديدًا. كما إنّ حياة الصلاة الّتي عاشها الرّب يسوع هي المفتاح لفهم صلاة الكنيسة. لقد شارك الرّب يسوع المسيح في الخدمة الإلهيّة لشعبه، المتمَّمة [في الهيكل] بطريقة علنيّة وبحسب تعليمات الشريعة... إذ أقام الرّب رباطًا وثيقًا بين هذه الليتورجيا وتقدمة ذاته، وبهذا أعطاها معناها الكامل والحقيقيّ، ألا وهو تقدمة شكر من الخليقة إلى خالقها. وهكذا جعل ليتورجيا العهد القديم تتحقّق في ليتورجيا العهد الجديد. لكنّ الرّب يسوع لم يشارك في الخدمة الإلهيّة العلنيّة الّتي أمرت بها في الشريعة فحسب. فالأناجيل تشير في أماكن عديدة إلى صلاته الانفراديّة في صمت الليل، على القمم البرّيّة للجبال، في الأماكن المقفرة (راجع مت 14: 23؛ مر 1: 35). أربعون يومًا وأربعون ليلة من الصلاة سَبَقَت حياة يسوع العلنيّة (راجع مت 4: 1 وما يليها). اختلى في عزلة الجبل للصلاة قبل اختيار رسله الاثني عشر (راجع لو 6: 12) وإرسالهم. في جبل الزيتون، هيّأ نفسه للذهاب إلى الجلجلة. إنّ الصرخة التي أطلقها نحو الآب في هذه الساعة الأكثر إيلامًا من حياته كُشِفَت لنا في بضع كلمات موجزة. وكلماته تلك... هي كالبرق الذي يضيء لنا للحظة على الحياة الأكثر حميميّة لروح الرّب يسوع، والسرّ الذي لا يُسبَر غوره عن كونه إنسانًا-إلهًا، وحواره مع الآب. لقد دام هذا الحوار بالطبع طيلة حياته، دون انقطاع. كان الرّب يسوع المسيح يصلّي في داخله، ليس فقط عندما كان ينسحب من بين الجموع، بل أيضًا عندما كان يبقى بين الناس.


#شربل سكران بالله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.