01 Dec
01Dec

أحد زيارة العذراء 

إنجيل القدّيس لوقا 45-39:1

في تِلْكَ الأَيَّام (بعد البشارة بيسوع)، قَامَتْ مَرْيَمُ وَذَهَبَتْ مُسْرِعَةً إِلى الجَبَل، إِلى مَدِينَةٍ في يَهُوذَا.

ودَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا، وسَلَّمَتْ عَلَى إِليصَابَات.

ولَمَّا سَمِعَتْ إِلِيصَابَاتُ سَلامَ مَرْيَم، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ في بَطْنِها، وَٱمْتَلأَتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.

فَهَتَفَتْ بِأَعْلَى صَوتِها وقَالَتْ: «مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!

ومِنْ أَيْنَ لي هذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟

فَهَا مُنْذُ وَقَعَ صَوْتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ ٱبْتِهَاجًا في بَطْنِي!

فَطُوبَى لِلَّتي آمَنَتْ أَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبّ!».

القدّيس خوسيه ماريا إسكريفا دي بالاغير (1902 - 1975)، كاهن ومؤسّس

عظة بتاريخ 04/ 05/ 1957 بعنوان: "حين يمرّ الربّ يسوع المسيح"

«مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟»

بما أنّ "مَحبَّةَ المسيحِ تَأخُذُ بِمَجامٍعِ قَلْبِنا" (2كور 5: 14) فإنّ كلّ واحد منّا يجب أن يكون، ليس رسولاً فحسب، بل رسولاً للرُّسلِ فيُعلِّم الغير، ويحثّهم على معرفة الرّب المسيح هُم أيضًا. يسأل البعض أنفسهم كيف وبأي طريقة يستطيعون أن يوصلوا معرفة الرّب يسوع المسيح هذه إلى الآخرين. أجيبكم: بطبيعيّة، ببساطة، بالعيش تمامًا كما أنت فاعلون في وسط العالم، وكما أنتم متفرّغون في عملكم المهنيّ وفي عناية عائلاتكم... إنّ الحياة العاديّة تستطيع أن تكون حياة مقدّسة ومليئة بالله؛ فالرّب يدعونا لنقدّس أعمالنا المعتادة، لأنّه بهذا التّقديس أيضًا يكمن الكمال المسيحيّ. فلنفكّر في هذا...، متأمّلين بحياة أمنّا مريم. علينا ألاّ ننسى أنّ أمّنا مريم قد عاشت جميع أيّام حياتها على هذه الأرض وإنّها عاشتها بطريقة مماثلة جدَّا ليوميّات الملايين من النساء الأخريات، المكرّسات هنّ أيضًا لعائلاتهنّ، لتربية أطفالهن ولتأدية الأعمال المنزليّة بطريقة جيّدة. من كلّ هذا، اهتمّت أمّنا مريم بأدقّ التفاصيل الّتي يعتبرها الكثيرون -عن غير حق- من دون معنى وبدون أي قيمة: أعني عملّ كلّ يوم، والانتباه للأشخاص المحبوبين، الأحاديث أو زيارات الأهل أو الأصدقاء. حياة طبيعيّة مباركة تستطيع أن تكون ممتلئة من محبّة الله كثيرًا! إن محبّة مريم هي ما يشرح حياتها. محبَّةٌ مندفعة نحو الحدود القصوى، حتّى نسيان الذات بالكامل، فكان كلّ سرورها بأن تكون في المكان الّذي يريدها الله أن تكون فيه، مُتَمِّمَة ًبذلك إرادته الإلهيّة الكاملة. لهذا السبب، لم تكن أيّ مبادرة منها، مهما كانت صغيرة، بسيطةً أبدًا، إنّما على العكس من ذلك كانت ممتلئة بالمعاني. مريم، أمّنا، هي لنا المثال والطريق. ويعود إلينا لنا أن نحاول أن نكون مثلها، في الظروف المحدّدة الّتي أراد الله أن نعيشها.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.