29 Mar
29Mar


أحد القيامة الكبير 

إنجيل القدّيس مرقس 8-1:16

لَمَّا ٱنْقَضَى السَّبْت، ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع.

وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس.

وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟».

وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا.

ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَٱنْذَهَلْنَ.

فَقَالَ لَهُنَّ: «لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ المَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ المَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه.

أَلا ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم».

فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا...

القدّيس غريغوريوس النيصيّ (نحو 335 - 395)، راهب وأسقف

العظة الثّانية للفصح

«هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا» (رؤ 21: 5)

هذا اليوم هو اليوم الأوّل لِخَلقٍ آخَر. في هذا اليوم، خلق الله "سَماءً جَديدةً وأَرضًا جَديدة"(رؤ 21: 1؛ إش 65: 17)... وفي هذا اليوم خُلق الإنسان الحقيقيّ، ذاك الّذي هو "على صورة الله ومثاله" (راجع تك 1: 26). فانظُر العالم الّذي افتُتح في هذا اليوم، هذا "اليوم الّذي صنعه الربّ" (مز 118[117]: 24)... لقد أبطل هذا اليوم ألم الموت ووضع في العالم "البِكْرَ مِن بَينِ الأَموات". في هذا اليوم... دُمّر سِجن الموت، واستعاد العميان النظر، "فالشَّارِقُ مِنَ العُلى قَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الـمَوت" (لو 1: 78-79)... لنحثّ أنفسنا، نحن أيضًا، على تأمّل هذا المشهد الخارق...، حتّى لا تسبقنا النساء. لتكن في أيدينا الطيوب (راجع لو 24: 1) أي الإيمان والضمير، ففيهما "رائِحةُ المسيحِ الطَّيِّبةُ" (2كور 2: 15). لا نبحثنّ بعد عن "الحيّ بين الأموات" (لو 24: 5)، لأنّ الربّ يُبعد ذاك الّذي يفتّش عنه بهذه الطريقة، قائلاً: "لا تُمسِكني" (راجع يو 20: 17)... لا تُظهر في إيمانك ما في الطبيعة الجسديّة من العبوديّة، ولكن اعبد ذاك الّذي هو في مجد الآب، في "صُورةِ الله..."؛ وانسَ "صُورةَ العَبْد". (في 2: 6-7) لنسمع البشرى السارّة الّتي حملتها مريم المجدليّة، الّتي كانت أسرع من الرّجال بفضل إيمانها... أيّ بشرى سارّة حملت؟ تلك الّتي لا تأتي "مِن قِبَلِ النَّاس ولا بِمَشيئَةِ إِنسان، بل بِمَشيئَةِ يسوعَ المسيح" (غل 1: 1). "اسمعوا، قالت لهم، ما أمرني الربّ بقوله لكم، أنتم الّذين يدعوكم إخوته: "إِنِّي صاعِدٌ إِلى أَبي وأَبيكُم، وإِلهي وإِلهِكُم" (يو 20: 17). يا لها من بشرى جميلة وسارّة! ذاك الّذي، بسببنا، أصبح مثلنا، لكي يجعل منّا إخوته...، جذب معه كلّ الجنس البشريّ إلى الآب الحقّ... ذاك الّذي، من أجل إخوته الكثيرين(راجع رو 8: 29)، جعل نفسه بكر الخليقة الجيّدة بجسده، جذب معه الطبيعة بكاملها.


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.