أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع.
ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا.
فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض.
إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس،
وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».
عظات للآحاد وأعياد القدّيسين
إنّ الآب والابن والرُّوح القدس هم من جوهرٍ واحدٍ وتساوٍ غير منفصل. الوحدة هي في الجوهر، والتعدديّة هي في الأقانيم. لقد أشارَ الربّ جهارًا إلى وحدة جوهر الألوهة وثلاثيّة الأقانيم عندما قالَ: "عَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس". لم يقلْ "بأسماء" لكن "باسم"، وبذلك أشارَ إلى وحدة الجوهر. لكنّه استعملَ تباعًا ثلاثة أسماء، للإشارة إلى أنّ هنالك ثلاثة أشخاص. في هذا الثالوث، يوجد أصل كلّ شيء، والبهاء الكليّ الكمال، والسعادة الكليّة الطوبى. إنّ الأصل المُطلق، كما قالَ القدّيس أوغسطينُس في كتابه عن الدين الحقيقي، هو هذا الإله الآب، الذي منه أتى كلّ شيء، ومنه انبثقَ الابن والرُّوح القدس. كما أنّ البهاء الوافر الكمال هو الابن، حقيقة الآب، الذي ليس مغايرًا عنه في أيّ شيء، والذي نوقّره مع الآب وفيه، الذي هو نموذج كلِّ شيء، لأنّ كلَّ شيءٍ به كُوِّنَ وكلَّ شيءٍ إليه يعود. السعادة الجزيلة الطوبى، الصلاح الأعظم، إنّه الرُّوح القدس، عطيّة الآب والابن؛ وهذه العطيّة، علينا أن ندركَ أنّها بالضبط مطابقة للآب والابن.
#شربل سكران بالله