11 Oct
11Oct

الأحد الرابع بعد عيد الصليب: مثل العبد الأمين الحكيم

إنجيل القدّيس متّى 51-45:24

قالَ الربُّ يَسوع: «مَنْ هُوَ العَبْدُ الأَمِينُ الحَكِيْمُ الَّذي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلى أَهْلِ بَيتِهِ، لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ في حِينِهِ؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي يَجِيءُ سَيِّدُهُ فَيَجِدُهُ فَاعِلاً هكَذَا!
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيْمُهُ عَلى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ.
ولكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ العَبْدُ الشِّرِّيرُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي!
وبَدَأَ يَضْرِبُ رِفَاقَهُ، ويَأْكُلُ ويَشْرَبُ مَعَ السِّكِّيرِين،
يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَومٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُهَا،
فَيَفْصِلُهُ، ويَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ المُرَائِين. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيفُ الأَسْنَان.

القدّيس هيرونيمُس (347 - 420)، كاهن ومترجم الكتاب المقدّس وملفان الكنيسة

عظة

«فيَأتي سَيِّدُ ذلكَ الخادِمِ»

قالَ الرّب يسوع المسيح: "فيَأتي سَيِّدُ ذلكَ الخادِمِ..."، ليعلّمهم أنّ الربّ سيأتي في الوقت الذي لا يتوقّعونَه، ليثير بذلك فضول أتباعه واهتمامهم. ثمّ أضافَ: "يفصلُه"، ليس كما يقسم الشيء إلى نصفين بالسيف، بل يفصله عن جماعة القدّيسين. أو "يفصلُه"، عندما تعود الرّوح (أي الموهبة الروحيّة)، إلى الله الذي وهبَها، بينما تنزل النفس مع الجسد إلى الجحيم. على عكس ذلك، لا ينبغي أن يخشى البارّ هذا الانفصال، فيما تتّجه نفسه إلى ملكوت السماوات مع الرّوح، أي مع موهبة الرُّوح التي كانت تُحييه. أمّا أولئك الذين انقسموا، فهم لا يحتفظون بتلك العطيّة الرُّوحيّة التي نالوها من الله، بل يكتفون بما هو لهم، أي النفس التي ستُعاقب مع الجسد. "ويَجزيه جَزاءَ المُنافقين". أي مع أولئك الذين كانوا إمّا في الحقل، أو مُنشغلين في الطحن بالرَّحى، لكنّهم تُرِكوا؛ فنحن غالبًا ما نقول إنّ المُنافق مختلف عمّ يبدو عليه؛ هكذا، فإنّ أولئك الذين كانوا في الحقل أو مُنشغلين في الطحن بالرَّحى، بدوا وكأنّهم يقومون بالأعمال نفسها، لكنّنا شاهدنا الفرق في النوايا. أو ينال جزاء المُنافقين، أي العقاب المزدوج من النار والبرد.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.