05 Oct
05Oct

الأحد الثالث بعد عيد الصليب: المسحاء الدجّالون وعودة ابن الإنسان

إنجيل القدّيس متّى 31-23:24

قالَ الربُّ يَسوع: «إِنْ قَالَ لَكُم أَحَد: هُوَذَا المَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاك! فَلا تُصَدِّقُوا.
فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا.
هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم!
فَإِنْ قَالُوا لَكُم: هَا هُوَ في البَرِّيَّة! فلا تَخْرُجُوا، أَو: هَا هُوَ في دَاخِلِ البَيْت! فَلا تُصَدِّقُوا.
فكَمَا أَنَّ البَرْقَ يُومِضُ مِنَ المَشَارِق، ويَسْطَعُ حَتَّى المَغَارِب، هكَذَا يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور.
وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَهُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع.
وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ٱبْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم.
ويُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ يَنْفُخُونَ في بُوقٍ عَظِيم، فيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَع، مِنْ أَقَاصي السَّمَاوَاتِ إِلى أَقَاصِيهَا.

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة

عظة حول المزمور 50 [49]

مجيئا الرّب يسوع المسيح

في مجيئه الأول، أتى الربّ دون أي بريق، مجهول من أكبر عدد من الناس، ممدِّدًا لسنين عديدة سرّ حياته المحجوبة. وعندما نزل من جبل التجلّي، طلب الرّب يسوع من تلاميذه عدم إخبار أحد بأنه المسيح. لقد أتى حينها كما الراعي، يبحث عن خروفه الضائع؛ ولكي يعتني بالحيوان المتمرّد كان عليه أن يبقى محجوبًا. كالطبيب الذي ينتبه كي لا يفزع مريضه منذ اللقاء الأوّل، هكذا أيضًا تجنّب أن يُعْرَف منذ بداية رسالته: لم يقم بها إلا شيئًا فشيئًا.لقد تنبّأ النبي بهذا الحدث الذي يغيب عنه البريق، بهذه العبارات: "يَنزِلُ كالمَطَرِ على العُشْب وكالرَّذاذِ الَّذي يَسقْي الأَرض" (مز 72[71]: 6) لم يمزّق السماوات لكي يأتي على السّحاب، لكنّه أتى في الصمت في حشاء عذراء حملته تسعة أشهر. ولد في مغارة، مثل ابن حرفيّ بسيط... لقد ذهب من هنا وهناك كرجل عاديّ؛ لباسه عادي، طعامه بسيط وقليل ايضًا. كان يسير دون توقّف حتى يتعب.لكنّ مجيئه الثاني لن يكون هكذا. سيأتي ببريق قوي حتى لن تعود هناك حاجة لإعلان مجيئه: "وكما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِق ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذلِك يَكونُ مجيءُ ابنِ الإِنسان" (مت 24: 27). سيكون وقت الحساب والحكم المُعلَن. عندها لن يظهر الرب كطبيب، إنما كقاضٍ. لقد رأى النبي دانيال عرشه الذي هو "لَهيبُ نار وعَجَلاتُه ناراً مُضطَرِمَة ومِن أَمامِه يَجْري وَيخرُج نَهرٌ مِن نار وتَخدُمه أُلوفُ أُلوف وتَقِفُ بَينَ يَدَيه رِبْواتُ رِبْوات". (دا 7: 9-10) ...لا يتكلّم داوود، الملك – النبي، إلا عن عظمة وبريق، عن نار تشعّ من كلّ الجهات: "إِلهُنا يأتي ولا يَصمُت. قُدَّامَه نارٌ آكِلَة وحَولَه عاصِفَةٌ شَديدة " (مز 50 [49]: 3). كلّ هذه المقارنات تهدف أن تجعلنا نفهم ملكوت الله، النور المشعّ الذي يحيط به وطبيعته غير المدركة.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.