أحد تقديس البيعة
جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.
عِظَةٌ فِي مَانِيلَاّ، بِتَارِيخِ ٢٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبَر) ١٩٧٠
عَلَيَّ وَاجِبُ إِعْلَانِ ٱسْمِهِ: إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ هُوَ "ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ٱلْحَيِّ" (مَتَّىٰ ١٦: ١٦). وَهُوَ ٱلَّذِي كَشَفَ لَنَا عَنِ ٱللَّهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ، إِذْ "هُوَ صُورَةُ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَا يُرَىٰ، وَبِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ"، "وَهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهِ قِوَامُ كُلِّ شَيْءٍ" (كول ١: ١٥+١٧). هُوَ سَيِّدُ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَمُخَلِّصُهَا، فَقَدْ وُلِدَ وَمَاتَ وَقَامَ مِنْ أَجْلِنَا.إِنَّهُ مَحْوَرُ تَارِيخِ ٱلْعَالَمِ؛ وَهُوَ يَعْرِفُنَا وَيُحِبُّنَا؛ هُوَ رَفِيقُ حَيَاتِنَا وَصَدِيقُهَا، "رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَعَارِفٌ بِٱلْأَلَمِ" (إش ٥٣: ٣)، وَرَجُلُ ٱلرَّجَاءِ؛ هُوَ ٱلَّذِي سَوْفَ يَأْتِي، وَهُوَ ٱلَّذِي سَيَكُونُ فِي ٱلنِّهَايَةِ دَيَّانَنَا، وَلَنَا ثِقَةٌ أَيْضًا بِأَنَّهُ سَيَكُونُ حَيَاتَنَا ٱلْكَامِلَةَ وَسَعَادَتَنَا.لَنْ أَرْتَوِيَ أَبَدًا مِنَ ٱلْحَدِيثِ عَنْهُ؛ فَهُوَ ٱلنُّورُ، وَهُوَ ٱلْحَقِيقَةُ؛ وَأَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ، هُوَ "ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ" (يو ١٤: ٦). إِنَّهُ ٱلْخُبْزُ وَيَنْبُوعُ ٱلْمَاءِ ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي يُشْبِعُ جُوعَنَا وَيَرْوِي عَطَشَنَا. وَهُوَ رَاعِينَا، وَقَائِدُنَا، وَمِثَالُنَا، وَرَاحَتُنَا، وَأَخُونَا. فَمِثْلَنَا وَأَكْثَرَ مِنَّا، كَانَ صَغِيرًا وَفَقِيرًا وَذَلِيلًا، وَعَامِلًا، وَمَظْلُومًا، وَمُتَأَلِّمًا.
#شربل سكران بالله