20 Nov
20Nov


أحد بشارة العذراء


إنجيل القدّيس لوقا 38-26:1

وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة،

إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم.

ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!».

فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام!

فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله.

وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع.

وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه،

فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!».

فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟».

فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله!

وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا،

لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!».

فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.


القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (نحو 675 - 749)، راهب ولاهوتيّ وملفان الكنيسة

عظة عن ميلاد العذراء، § 9

«افَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ»

إنّ هذه المرأة ستصبح أمّ الله، باب النور، وينبوع الحياة؛ وهي ستبطل الخطيئة التي أثقلت كاهل حوّاء. هذه المرأة، "أَغنياءُ الشَّعْبِ سيَستَعطِفونَ بِالهَدايا وَجهَها" (مز45[44]: 13)، ويسجد أمامها ملوك الأمم مقدّمين لها الهدايا، لكنّ مجد أمّ الله هو داخليّ: إنّه ثمرة أحشائها.


أيّتها المرأة الجديرة بالمحبّة والسعيدة كل السّعادة، "مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ!" (لو 1: 42). يا ابنة الملك داود ووالدة الله ملك الكون، ويا أيّتها التحفة التي يفرح بها الخالق...، سوف تكونين أرقى ما في الطبيعة. لأنّ حياتكِ لن تكون ملككِ فأنت لم تولدي من أجل نفسكِ، إنّما سوف تكون حياتكِ لله. لقد أتيتِ إلى العالم من أجله، وسوف تخدمين خلاص البشر كلّهم، متمّمة مخطّط الله المرسوم منذ الأزل: تجسّد الكلمة، كلمته، وتأليهنا. إنّ كلّ ما رغبت به هو أن تتغذّي من كلمة الله، وأن تتقوّي من نسغها، مثل "الزَّيتونةِ الغَضَّةِ في بَيتِ الله" (مز 52[51]: 10)، وكذلك "في وَسَطِ السَّاحَةِ وبَينَ شُعبَتَيِ النَّهرِ شَجَرَةُ حَياةٍ تُثمِرُ اثنَتَي عَشرَةَ مَرَّة، في كُلِّ شَهرٍ تُعْطي ثَمَرَها" (رؤ 22: 2)، أنتِ "شجرة الحياة" (تك 2: 9) التي "في كُلِّ شَهرٍ تُعْطي ثَمَرَها"... 


إنّ ذاك اللامتناهي واللامحدود أتى وسكن في أحشائك؛ الله، الطفل يسوع، تغذّى من حليبك. أنتِ باب الله الدائم العذريّة؛ ذراعاك تحملان إلهكِ؛ وركبتاك هما عرش أرفع من الكروبين... أنتِ خدر الرُّوح، أنت "نَهرٌ فُروعُه تُفرِحُ مَدينةَ الله أَقدَسَ مَساكِنِ العَليّ" (مز46[45]: 5)، أي تدفّق مواهب الرُّوح. "كُلّكِ جَميلَةٌ يا خَليلَة" الله (نش 4: 7).

#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.