20 Nov
20Nov

أحد الكلمة المتجسّد

إنجيل القدّيس يوحنّا 18-1:1

في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله.
كانَ الكَلِمَةُ هذَا في البَدْءِ معَ الله.
كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء.
كُلُّ مَا كُوِّنَ بِهِ كَانَ حَيَاة، والحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاس،
والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يَسْطَع، والظُّلْمَةُ لَمْ تَقْوَ عَلَيْه.
كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ الله، إِسْمُهُ يُوحَنَّا.
جَاءَ يُوحَنَّا هذَا لِلشَّهَادَة، لِيَشْهَدَ لِلنُّور، فَيُؤْمِنَ الجَمِيعُ عَلى يَدِهِ.
مَا كَانَ هُوَ النُّور، بَلْ جَاءَ يَشْهَدُ لِلنُّور،
لأَنَّ النُّورَ الحَقيقيّ، الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، كانَ آتِيًا إِلى العَالَم.
في العَالَمِ كَانَ الكَلِمَة، والعَالَمُ بِهِ كُوِّن، والعَالَمُ مَا عَرَفَهُ.
إِلى بَيْتِهِ جَاء، وأَهْلُ بَيْتِهِ مَا قبِلُوه.
أَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلُوه، وَهُمُ المُؤمِنُونَ بِٱسْمِهِ، فَقَدْ أَعْطَاهُم سُلْطَانًا أَنْ يَصيرُوا أَولادَ الله،
هُمُ الَّذين، لا مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ رَغْبَةِ جَسَد، ولا مِنْ مَشيئةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا.
والكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا، ورَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدَ ٱبْنٍ وَحيد، آتٍ مِنَ الآب، مَلآنَ نِعْمَةً وحَقًا.
لَهُ يَشْهَدُ يُوحَنَّا، وقَدْ هَتَفَ قَائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: إِنَّ الآتي ورَائِي قَدْ صَارَ قُدَّامي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي».
أَجَل، مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ كُلُّنَا أَخَذْنَا نِعْمَةً تِلْوَ نِعْمَة.
عَلى يَدِ مُوسَى أُعْطِيَتِ التَّوْرَاة، وعَلى يَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ صَارَتِ النِّعْمَةُ والحَقّ.
أَللهُ مَا رَآهُ أَحَدٌ البَتَّة: أَلٱبْنُ الوَحِيدُ الله، الكَائِنُ في حِضْنِ الآب، هُوَ الَّذي أَخْبَرَ عَنْهُ.

القدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة

عظات عن ميلاد الرّب يسوع، 2: 6

«أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله»

الله على الأرض، الله بين البشر!  هذه المرّة لم يعلن الله شريعته في وسط البرق وبصوت البوق وعلى جبلٍ يتصاعد دخانه في ظلمة زوبعة مرعبة (راجع خر 19: 16) لكنّه يتحاور بأسلوب عذب وهادئ في جسم بشري مع إخوته من ذات السُلالة. الله في الجسد!... كيف تستطيع الألوهة أن تسكن الجسد؟  ذاك كالنار التي تقطن الحديد لا بالابتعاد عن المكان حيث هي مشتعلة بل بالاتصال المتبادل. فعلًا، إن النار لا ترمي بذاتها على الحديد بل تبقى بمكانها فتوصل إليه قدرتها.  بهذا النمط فإنها ليست متضائلة لكنّها تملأ كليّا الحديد الذي انتقلت إليه. بالطّريقة نفسها، فإنّ الربّ، "الكَلِمَة الّذي صارَ بَشَرًا فسَكَنَ بَينَنا"، لم يخرج من ذاته. "الكَلِمَة الّذي صارَ بَشَرًا" لم يخضع للتغيّر؛ السماء لم تُسلخ من الذي كان يقطنها، مع ذلك، فإنَّ الأرض قد استقبلت في داخلها الذي هو في السماوات. أدْرِك هذا السرّ: الله حلّ في جسد كي يقتل الموت الذي يختبئ فيه ... فحين "ظَهَرَت نِعمَةُ ٱلله، يَنبوعُ ٱلخَلاصِ لِجَميعِ ٱلنّاس"(تي 2: 11)، حين "أشرقت لَكم... شَمسُ البِرِّ"(ملا 3: 20)، "ابتَلَعَ النَّصْرُ المَوت"(1كور 15: 54) لأنّ الموت لا يستطيع أن يتعايش مع الحياة الحقيقيّة. أيا عمق طيبة الله وحبّه للبشر!  فلنمجّده مع الرعاة، ولنرقص مع جماعة الملائكة لأنّه "وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ" (لو 2: 11). "الربّ، الله هو الذي أنارَنا" (راجع مز 118[117]: 27)، ليس بمرآه كإله، كي لا يرعب ضعفنا، بل بمرآه كعبد، لكي يمنح الحريّة للذين حُكِمَ عليهم بالعبودية. قلبُ مَن يستطيع أن يبقى راقدًا ولا مبال فلا يفرح ويبتهج غبطة ويشعّ الفرح أمام هذا الحدث؟ إنّه عيدٌ مشتركٌ لكل المخلوقات. على الكلّ أن يشاركوا به، ولا يجدر بأحد أن يكون ناكر الجميل. علينا نحن أيضًا أن نرفع الصوت كي نشدو جَذْلنَا!

#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.