السادس من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل في العليّة
إنجيل القدّيس لوقا 48-36:24
فِيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
فٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا.
فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟
أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!».
قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه.
وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟».
فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل.
فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم،
وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير».
حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.
ثُمَّ قالَ لَهُم: «هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث.
وبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم.
وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ.
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
عظة عن المواضيع اليوميّة، الرقم 10
«السَّلاَمُ عَلَيْكُم»
يجب أن يمثّل كلّ قلب مسيحيّ صورة مصغّرة عن الكنيسة الكاثوليكيّة، لأنّ الرُّوح نفسه هو الذي يجعل الكنيسة كلّها وكلّ عضو فيها "هَيكَل الله" (1كور 3: 16). وكما وحّد الكنيسة التي قد تنقسم إلى عدّة كنائس إن تُركت لوحدها، هكذا وحّد النفس رغم أذواقها وخصوصيّاتها وميولها المتناقضة. وكما منح السَّلام لمختلف الأمم التي بطبيعتها تعيش في صراع بين بعضها البعض، أخضع النّفس لإدارة منظّمة وأقام الحكمة والضمير كسيّدين على النواحي الدنيويّة لطبيعتنا... وتأكّدوا من أنّ هاتين العمليّتين لمُعزّينا الإلهي تعتمدان على بعضهما البعض.
وطالما لا يسعى المسيحيّون إلى الوحدة والسلام في أعماق قلوبهم، لن تعرف الكنيسة بدورها السلام والوحدة في هذا العالم الذي يحيط بها. وبطريقة مماثلة، إن بقيت الكنسية حول العالم في هذه الحالة من الفوضى التي نشهدها، فإنّ أيّ بلد، وهو جزء بسيط من هذه الكنيسة، سيكون في حالة من الارتباك الديني الكبير.
هذا ما يجب أن نفكّر فيه في الوقت الحالي، لأنّه أمر قد يخفّف آمالنا ويبدّد أوهامنا؛ لذا، لا يمكننا أن نأمل بحلول السلام عندنا في حين نعيش حالة حرب في الخارج.
#شربل سكران بالله