عيد القدّيسين بطرس وبولس الرسولين
جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.
العظة 190
"أَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي". إنّ اسم "الصخرة" أُعطِيَ لبطرس لأنّه الأوّل الذي وضع أُسُس الإيمان بين الأُمم، وهو الصخرة الثابتة التي تقوم عليها هذه الأُسُس، وكلُّ بيعة الرّب يسوع المسيح. بسبب إخلاصه، نالَ اسم "الصّخرة"، في حين نالَ الرّب يسوع هذا الاسم نفسَه لجَبَروتِه، بحسب ما قال القدّيس بولس: "كُلُّهُم شَرِبوا شَرابًا رُوحِيًّا واحِدًا، فقَد كانوا يَشرَبونَ مِن صَخرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَتبَعُهم، وهذه الصَّخرَةُ هي المسيح" (1كور10: 4). نعم، لقد استحقّ بطرس أن يشتركَ بالاسم مع الرّب يسوع المسيح، وهو التلميذ المختار ليكون الشريكَ في إنجاز مهمّته. معًا، بنَيا البيعةَ نفسَها. فقامَ بطرس بالغرس وكان الربّ يُنمّي، وكان الربّ أيضًا يرسلُ مَن يجب أن يسقي الزّرع (راجع 1كور 3: 6).أيّها الإخوة الأحبّاء، أنتم تعرفون أنّ القدّيس بطرس ارتفعَ نتيجة الأخطاء التي قام بها خلال الفترة التي تألّم فيها مُخلِّصه. وبعد أن أنكرَ الربّ، تحوَّل ليكون الأوّل لدى الربّ. وبعد أن ازدادَ إيمانًا نتيجةَ بُكائه على الإيمان الذي خانَه، نالَ نعمةً فاقَتْ تلك التي فقدَها. فقد ائتمَنَه الرّب يسوع المسيح على قطيعه ليقودَه كما الراعي الصالح، وذلك الذي كان ضعيفًا أصبح الآن سندًا للجميع. هو الذي تراجعَ عندما سُئل عن إيمانه، صارت مهمّته توطيد إيمان الآخرين على أُسُس الإيمان الثابتة. لذا، أُطلِقَ عليه اسم حجر الأساس لإيمان الكنائس.
#شربل سكران بالله