الأحد السابع من زمن العنصرة: إرسال التلاميذ الاثنين والسبعين
بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه.
وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ.
إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.
لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق.
وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت.
فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم.
وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.
عظات حول الإنجيل، العظة 17
إنّ ربّنا ومخلّصنا، يا إخوتي الأعزّاء، يعلّمنا تارةَ بكلامه، وطورًا بأعماله. وأعماله بحدّ ذاتها هي وصايا، لأنّه، عندما يقوم بعملٍ ما دون أن يقول شيئًا، يُرينا كيف يجب علينا أن نتصرّف. فها هو قد أرسل تلاميذه اثنين اثنين للكرازة، لأنّ وصايا المحبّة اثنتان: محبّة الله ومحبّة القريب. أرسل الربّ تلاميذه اثنين اثنين للكرازة لِيُفهِمنا، من غير كلمات، أنّه لا يجب أبدًا، على مَن ليست لديه محبّة الآخَر، أن يقوم بخدمة الكرازة.لقد قيل بوضوح إنّه "أَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه" (لو10: 1). في الواقع، يأتي الربّ بعد كارزيه، لأنّ الكرازة سابقة؛ يأتي الربّ ليسكن في نفسنا بعد أن تكون كلمات الوعظ قد أتت مُنذِرةً لتجعل النفس تستقبل الحقيقة. لذلك يقول إشعيا للواعظين: "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَ إِلهِنا قَويمة" (إش40: 3). ويقول صاحب المزامير أيضًا: "مَهَدوا لِلرَّاكِبِ على الغَمام" (مز68[67]: 5). يركب الربّ على الغمام لأنّه، إذ رقد بعد آلامه، ظهر بمجد أعظم في قيامته. ركب الغمام لأنّه، بقيامته، وطئ بقدميه الموت الّذي تعرّض له. ونحن نمهّد الطريق للراكب على الغمام عندما نُعلِن مجده لنفوسكم لكي ينيرها عند مجيئه بحضور محبّته.
#شربل سكران بالله