خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَى يَسُوعَ لِيُهْلِكُوه.
وعَلِمَ يَسُوعُ بِالأَمْرِ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك. وتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُم جَمِيعًا،
وحَذَّرَهُم مِنْ أَنْ يُشْهِرُوه،
لِيَتِمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيِّ آشَعيا:
«هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ.
لَنْ يُمَاحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحَات.
قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ، إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر.
وبِٱسْمِهِ تَجْعَلُ الأُمَمُ رَجَاءَها.»
نقض كلّ الهرطقات
هذا هو إيماننا... أرسل الله كلمته (راجع يو 1: 1)، ليظهر نفسه للبشر، ولكي يَخلص العالم عندما يراه...نحن نعرف أنه جعل نفسه إنسانًا بنفس جبلتنا. وإلا، لكان عبثًا أن يطلب منّا أن نقتدي به كمعلّمنا (راجع يو 13: 14. 34). لو كان هذا الإنسان من طبيعة مختلفة، كيف يمكنه أن يطلب منّي أن أفعل مثله، أنا الضعيف بطبيعتي؟ أين هي محبّته إذًا وأين عدله؟لكي يجعلنا نفهم أنه لا يختلف عنّا، أراد أن يتحمّل التعب ويعرف الجوع (راجع يو 4: 6)؛ لم يرفض أن يعطش، ووجد راحته في النوم، ولم يرفض الألم، وأطاع الموت وأظهر قيامته بوضوح. وفي كلّ هذا، قدّم إنسانيّته كثمار أوّلية لكيلا تفقد الشجاعة في آلامك، بل لكي تنتظر بدورك ما منحه الآب لهذا الرجل، أنت العارف أنك إنسان أيضًا.بفضل معرفة الإله الحقيقي، سيكون لك جسدًا لا يموت ولا يفنى مثل النفس؛ ستتلقى بالمشاركة ملكوت السماوات لأنك تعرّفت على ملك السماء بينما كنت تعيش على الأرض. ستعيش في حضرة الله، "شريكًا للرّب يسوع المسيحِ في المِيراث" (راجع رو 8: 17). لن تعود أسير رغباتك، وآلامك وأمراضك، لأنك أصبحت من طبيعة إلهية..."المسيح هو الله، فوق كلّ شيء" (راجع رو 9: 5)... وأعطى الإنسان القديم كمال الإنسان الجديد ( راجع كول 3: 9). منذ البدء دعاه صورته (راجع تك 1: 27)، وبهذا التشابه أظهر محبّته لكَ. إن أطعتَ وصاياه المقدّسة، وإن كنُتَ محبًّا وتمثّلتَ بمن هو محبّ، تُصبح شبيهًا له.
#شربل سكران بالله