الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة: توبة زكّا العشّار
دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها،
وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا.
وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة.
فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا.
وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ».
فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا.
وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ».
أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم.
فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».
الرّسالة 137 إلى أختها سيلين
لقد اجتذبنا الرّب يسوع سويّةً بالرغم من أن ذلك قد تم بِطُرقٍ مختلفة؛ لقد رفعنا سويّةً فوق كلّ الأشياء الهشّة في هذا العالم الآيل للزّوال؛ يمكننا القول إذًا أنّ الرّب قد وضع كلّ الأشياء تحت أقدامنا. فعلى مثال زكّا، تسلّقنا شجرة لكي نرى الرّب يسوع. إذًا، نستطيع أن نقول مع القدّيس يوحنّا الصليب: "كلّ شيء هو ملكي، كلّ شيء صنع من أجلي، الأرض لي، والسماوات لي، الله لي وأمّ إلهي لي". آه يا سيلين، يا لسرّ عظمتنا في الرّب يسوع! ها هو كلّ ما أظهره الرّب يسوع لنا حين أصعدنا إلى الشجرة الرمزيّة الّتي ذكرتها للتّو. والآن، أي عِلمٍ سيعلّمنا؟ ألم يعلّمنا كلّ شيء؟ لنسمع ما يقوله لنا: "ٱنزِلوا عَلى عَجَل، فَيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ ٱليَومَ في بيوتِكم". هكذا إذًا! إنّ الرّب يسوع يطلب منّا النزول. إلى أين يجب أن ننزل؟ سيلين، أن تعرفينه أفضل منّي، ولكن دعيني أقول لكِ إلى أين يجب أن نتبع الرب يسوع الآن. فيما مضى، سأل اليهود مخلّصنا الإلهيّ: "راِّبي (أَي يا مُعلِّم) أَينَ تُقيم" (يو 1: 38) فأجابهم: " إِنَّ لِلثَّعالِبِ، أَوجِرة، ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكاراً، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه" (مت 8: 20). إلى هنالك يجب علينا النزول كي نستطيع أن نكون مسكنًا للرّب يسوع. وأن نكون فقراء إلى حدّ ألّا نجد ما نضع عليه رأسنا
#شربل سكران بالله