27 Sep
27Sep

الأحد الثاني بعد عيد الصليب: تدمير الهيكل ونهاية الأزمنة

إنجيل القدّيس متّى 14-1:24

خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».
وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على ٱنْفِرَادٍ قَائِلين: « قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد!
فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا. ولكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد!
سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في أَمَاكِنَ شَتَّى،
وهذَا كُلُّه أَوَّلُ المَخَاض.
حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.
وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا.
ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين.
ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.
ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ المَلَكُوتِ هذا في المَسْكُونَةِ كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي النِّهَايَة.

القدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا

صلاة الكنيسة

«هذا (الهيكل) الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه سَتأتي أَيَّامٌ لن يُترَكَ مِنه حَجَرٌ على حَجَر مِن غَيرِ أَن يُنقَض» (لو 5: 6)

في العهد القديم، كان هناك فهمٌ معيّن لطابع الصلاة الإفخارستيّ. وكانت تُعتبَر خَيمة العهد (راجع خر 25)، وبعدها هيكل سليمان، صورة للخليقة كلّها، مجتمعةً حول ربّها لتعبده وتخدمه... وكما أنّه، بحسب رواية الخلق، كانت السماء كانت بمثابة ستائر، فإنّ الستائر يجب أن تشكّل جدران الخيمة. وأيضًا كما أنّ المياه التي من تحت جُمعت وفُصلت عن المياه التي من فوق، كان رداء الهيكل يفصل قُدس الأقداس عن المساحات الخارجيّة...  والشمعدان بأعمدته السبعة رمزٌ لنيّرات السماء. والحملان والطيور تمثّل وفرة المخلوقات الحيّة التي تسكن المياه والأرض والجوّ. وكما أنّ الأرض أوكِلَت للإنسان، فعلى رئيس الكهنة واجب القيام في الهيكل...لقد بنى الرّب يسوع المسيح، مكان هيكل سليمان، هيكلاً من الحجارة الحيّة (راجع 1بط 2: 5)، أي شَرِكة القدّيسين. هو يقف في وسط الهيكل كرئيس الكهنة الأزليّ، وهو على مذبحه القربان المقدَّم إلى الأبد. وكلّ الخليقة أصبحت مشارِكةً في هذه الليتورجيا: تشارك ثمار الأرض في التقادم السرّيّة، وكذلك الأزهار والأنوار، وجدران الهيكل وستائره، والكاهن المكرّس والمسحة وبَرَكة بيت الله.والكروبين ليسوا غائبين، فصورتهم المنحوتة تحرس قدس الأقداس. ويحرص الرهبان الآن، وهم صورة الكروبين الحيّة، على ألاّ يتوقّف أبدًا تسبيح الله، لا على الأرض ولا في السماء... فأناشيد التسبيح التي ينشدونها منذ الفجر تدعو الخليقةَ كلّها لتجتمع وتسبّح الربّ: الجبال والتلال، الأنهار والسيول، البحار والأرض وكلّ ما يعيش فيها، الغيوم والرّياح، المطر والثلج، جميع سكّان الأرض، والبشر كلّهم بمختلف حالاتهم وأعراقهم، وأخيرًا سكّان السماوات، أي الملائكة والقدّيسين (دا 3: 57 – 90) ... فعلينا أن ننضمّ، بواسطة ليتورجيّتنا، إلى هذا التسبيح الأزليّ لله. ما المقصود بـ “نحن"؟ ليس فقط الرهبان المكرّسين، بل كلّ الشعب المسيحيّ.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.