09 Jun
09Jun

 

الأربعاء ٩ يونيو (حزيران) ٢٠٢١


 التأمل ١٦٠

 الرحمة في سرّ الاعتراف المقدّس


هل اكتشفت فرحة الذهاب للاعتراف؟

 البعض لا يعتبرون سرّ الاعتراف فرحاً عظيماً، 

بل يرون أنها خبرة مؤلمة ومهينة.

 لكن قد يحتاج البعض إلى التذلّل في اعتراف صادق لمساعدتهم على التخلص من خطاياهم. أمّا البعض الآخر، أي أولئك الذين يسعون بصدق إلى رحمة الله الوفيرة، فسيسعدون كثيراً بالذهاب إلى الاعتراف لأنهم يرون التأثير المجيد الذي يتركه على نفوسهم.

 لذا عليك أن تسعى إلى حبّ الاعتراف، وتُصلّي من أجل أن يصبح أمراً تتوق إليه وأنت تتوقع الثمار الرائعة لهذا التطهير المقدس (انظر اليوميات، 817).


 من يوميات القديسة ماريا فوستين 

"13 ديسمبر 1936 "اعتراف أمام يسوع.

لمّا تذكّرت أنّه قد مضى أكثر من ثلاثة أسابيع على اعترافي، بكيت لرؤية نفسي الخاطئة، وبعض الصعوبات. لم أذهب إلى الاعتراف لأنّ الظروف حالت دون ذلك. اضطررت أن ألزم الفراش في اليوم المحدّد للاعتراف. وفي الأسبوع التالي، كانت الاعترافات بعد الظهر، وكنت قد ذهبت إلى المستشفى منذ الصباح.

 بعد ظهر اليوم أتى الأب أندراز إلى غرفتي وجلس ليسمع اعترافي. لم نتبادل أيّة كلمة قبل الاعتراف. سُررت جدّاً لأنّني كنتُ في غاية القلق لأذهب إلى الاعتراف. وكالمعتاد كشفت نفسي. أجابني الكاهن عن التفاصيل الصغيرة. شعرت بسعادة فائقة، لأنّني استطعت أن أقول كلّ شيء وهكذا صار. طلب منّي أن أصلّي طلبة اسم يسوع الأقدس، كفّارة عن خطاياي. لما هممت أن أخبره عن الصعوبة التي تعتريني في تلاوة هذه الطلبة نهض ورفع يده وبدأ يعطيني الحِلّ. رأيت فجأة نورًا ساطعاً يغطّي وجهه ولم أرَ الأب أ. إنّما يسوع. كانت ثيابه بيضاء كالثلج. ثمّ توارى فجأة. كنتُ في بادئ الأمر قلقة. ولكن بعد حين، اطمأنت نفسي، فأدركت أنّ يسوع يسمع الاعتراف تماماً كما يفعل المُعَرِّفون. غير أنّ شعوراً غريباً كان يجتاح قلبي طيلة هذا الاعتراف. لم أفهم أولاً ما معناه."

يا يسوع إني أثق بك.    



متى كانت آخر مرة ذهبت فيها إلى الاعتراف؟

 إن كان ذلك منذ فترة، فهذا التأمل يقصدك أنت. الرب يدعوك كي تنال الرحمة التي زرعها في هذا السر المجيد. بالذهاب إلى الاعتراف وتلقي الغفران، فإنك تقابل يسوع نفسه. إنه هو بذاته المحتجب في داخل الكاهن ، الذي يغفر لك ويطهر نفسك. هل تصدق هذا؟ هل تريد هذه النعمة لنفسك؟ تأمل في ما يمنعك من الاعتراف. قد يكون ذلك إزعاجاً أو جدولاً مزدحماً أو خوفاً أو عدم ثقة في كاهن معين. مهما يكن الأمر الذي يجعلك تتحفظ من هذا السر، اسمح للرب بإزالته. الرب يحبك ويدعوك إلى قلبه الرحيم. ابتهج بهذه الحقيقة وعزز داخل نفسك شوقاً مقدساً لتلقي كل ما يود أن يمنحه من خلال عطية الرحمة المقدسة هذه.

يا يسوع المحبوب للغاية، إنّني أسلم نفسي إلى رحمتك وأسألك أن تجعلني منفتحاً على هذه الهبة التي  ترغب في منحها. أسألك أن تجعل لدي رغبة ملحة في الرحمة التي تود أن تقدمها لي من خلال هذا السر.

أعنّي يا رب، وساعدني على فتح جروح نفسي بثقة لنعمتك الشافية.

يا يسوع إني أثق بك.  



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.