23 Jul
23Jul

إسمع أبتِ شكاوى يسوع الطّيّب المُبَرَّرة:

“بأيِّ نُكران للجميل يُقابل البشر حُبّي؟! لو أنّني أحببتُهم أقلّ لكُنت مهانًا أقلّ! لا يريد أبي احتمالهم بعد الآن. أمّا أنا أريد التوقّف عن حبّهم، ولكن… (صمتَ يسوع وتنهّد، ثمّ أكمَل) ولكن للأسف لقد كُوِّن قلبي ليُحبَّ!

إنّ النّاس الذَّليلين والضّعفاء لا يقومون بأيّ مجهودٍ للسّيطرة على التجارب. بل على العكس، فهُم يَرضون ويُسرُّون ويلتذّون بِشرِّهم.

عندما تُجرَّب النفوس المفضّلة لديَّ، تستسلِمُ. أمّا الضّعفاء فيستسلِمون للخوف واليأس، في حين أنّ الأقوياء يلينون شيئًا فشيئًا.

إنّهم يتركونني وحيدًا نهاراً وليلًا في الكنائس. لا يكترثون لبيت القُربان! لم يعُد هناك مَن يتكلّم على هذا السّر؛ سرّ الحبّ! (يسوع يقصد الكهنة) حتّى الّذين يتكلّمون عليه، يقومون بذلك –للأسف- ببرودةٍ ولامبالاةٍ شديدَين!

إنّ قلبي أضحى منسيًّا! لا أحد يهتمّ لحُبّي. أنا في حُزنٍ دائمٍ. بالنسبة إلى كثيرين بات بيتي مسرحًا، وهذا ينطبق أيضًا على كهنتي أنفسهم! هؤلاء الّذين نظرتُ إليهم دائمًا نظرةَ اختيارٍ خاصّة، الّذين أحببتُهم كبؤبؤ عيني.

في الوقت الذي كان يتوجّب عليهم تعزية قلبي المملوء مرارةً وكآبة، ومساعدتي على تخليص النّفوس، لا أتلقّى منهم سوى نُكرانٍ الجميل! فمن يصدّق ذلك؟!

يا بُنيّ إنّني أرى الكثير من هؤلاء”… (صمَت يسوع واختنق وبكى) “أراهم يخونونني بطريقةٍ خبيثةٍ.

يخونونني بالمناولات المدَنَّسة وانتهاك القُدسيّات وباحتقارهم الأنوار والقِوى التي ما ألبثُ أعطيهم إيّاها.

(أكمل يسوع في التأوّه والنّواح)
-أبتِ، كم يؤلِمني أن أرى يسوع يبكي!-

“بُنيّ (أكمل يسوع)، إنّني بحاجةٍ إلى نفوسٍ ضحيّةٍ Victim Souls لتتخفيف من حدّة غضب أبي الإلهيّ. فجدِّد لي إذًا، تقدمة ذاتك ذبيحةً. واقدِم على ذلك من دون تحفّظٍ!””أبتِ، هذه التضحية جدّدتها بتقديم حياتي! وإذا ما شعرتُ ببعض الحزن في قلبي، ذلك لأنّي أتأمّلُ إله الأوجاع هذا.

حاول أنتَ أن تجِد، إن استطعتَ، نفوسًا تُقدّم ذاتها ضحايا للرّب، من أجل الخطأة. وإنّ يسوع سيساعدها.

إنّ البُعبُع (الشيطان) يستمرّ في شنّ هجوماته، بسماحٍ من الله. ولكنّ الرّب معي.(من القديس بادري بيو إلى الأب أغسطينو، 12 آذار 1913)لا أخفي عليكَ لوعتي عند رؤيتي الإرتداد عن الكهنوت!

الأمر الذي يجمّد الدمّ حول قلبي، هو أنّ عددًا كبيرًا من هذه النّفوس تبتعد عن الرّب؛ نبع الحياة الحيّ، لسببٍ واحدٍ وهو جهلهم الكامل للكلمة الإلهيّة. الحصاد كثيرٌ أمّا الفعلة فقليلون.

ماذا سيفعل الحصاد في حقل الكنيسة الآن حيث بلغ نضجهم؟ هل سيبقى على الأرض بسبب نقصٍ في العمّال؟ هل سيحصده جواسيس إبليس الذين هم، ويا للأسف، عديدون ونشيطون!؟ آه، أتمنّى ألّا يسمح الرّب الطيّب بحصول لذلك أبدًا ! ليُشفِق على عجز البشريّ الذي أصبح غير مُحتملٍ.

لنُصلّي من أجل أمّنا الكنيسة المقدّسة، لنتكرّس جميعًا، ولنُضحِّ بأنفسنا للرّب بالكامل، من أجل هذا الهدف، ولننتظر!

( 20 نيسان 1914، إلى الاب أغسطينو) 


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.