19 Jul
19Jul

سنة 1947 ظهرت سيدتنا مريم العذراء على السيدة بيرينا غيللي Pierina Gilli في مونتيكياري شمال إيطاليا، واستمرّت الظهورات حتّى عام 1966.

تُعرف هذه الظهورات بإسم روزا ميستيكا Rosa Mistica – الوردة السريّة . الهدف الأساسي من هذه الظهورات هو إصلاح الإكليروس والأديرة وحثّ الشعب المسيحي على الصّلاة من أجل الخطأة .

بظهورها مع طفليَ فاطيما القدّيسَين؛ جاسينتا وفرانسيسكو، في 7 كانون الأول 1947 ( الظهور السادس) في كنيسة الأبرشيّة، أعلنت أنّ غايتها هي تكملة رسالة فاطيما، وقد شدّدت مرّة أخرى على صلاة الوردية وتقديم الإماتات تكفيرًا عن الخطايا.




الظهور الأوّل:

ظهرت العذراء في ربيع عام 1947، في المستشفى حيث تعمل “بيرينا”، مرتديةً ثوبًا بنفسجيًا ووشاحًا أبيض، وكانت حزينة جدًا ودموعها تتساقط على الأرض، وصدرها مطعونٌ بثلاثة سيوف، ولم تقل إلّا ثلاث كلمات: الصلاة، التوبة، التكفير !!



الظهور الثاني:

ظهرت للمرة الثانية في 13 تموز 1947، مع ثلاث ورودٍ على صدرها (مكان السيوف) : البيضاء ترمز الى الصلاة، والحمراء الى التّضحية، والصفراء الى التّوبة والتكفير وقالت:

“أنا أم يسوع وأمكم جميعاً . لقد أرسلني الرب لأعزّز التّقوى المريميّة في الجماعات المكرّسة وبين الكهنة. إنّي أعد كل من يكرّمني بالحماية ونموّ الدّعوات، والتّوق الكبير الى القداسة. ليكن الثالث عشر من كلّ شهر يومًا مريميًا مكرّسًا للصلاة، وسيكون يوم فيضٍ من النّعم والدّعوات.” وطلبت من الناس أن يتوبوا عن الخطايا المرتكبة ضدّ الإيمان والأخلاق. وأن يُخصّص يوم 13 تموز من كلّ عام إكراماً لها تحت اسم: الوردة السريّة.



الظهور الثالث:


في 22 تشرين الأول 1947، ظهرت السيدة العذراء مرّةً أخرى في كنيسة المستشفى، بحضور العديد من العاملين فيه، الأطباء، وأناس من المدينة. وطلبت أن يتحقّق ويطبّق التكريس المرغوب، وقالت: “لقد تشفّعتُ كوسيطةٍ بين ابني الإلهي والجنس البشري، بخاصّةٍ النّفوس المكرّسة للرّبّ. لقد تَعِب الرّبّ جدًا من الإساءات والإهانات المستمرّة، ويريد منذ زمنٍ أن يُطبّق عدالته. ختمت السيدة العذراء حوارها بهذه الكلمات: “عيشوا بالحبّ”!


الظهور الرابع :

في 16 ت2 1947 – قالت أمّ الله: “لم يَعُد الرب قادراً بعد الآن، على رؤية الكثير من خطايا الدّنس المميتة. وهو يريد أن يرسل طوفاناً من العقوبات. لقد تشفّعتُ أن يكون رحيماً مرّة أخرى! لذلك، أنا أطلب الصّلاة والإماتة للتّعويض عن هذه الخطايا. أطلب، بمحبَّةٍ، من الكهنة أن يبرهنوا عن حبّهم الكبير، ويوقِفوا الناس عن ارتكاب تلك الخطايا. كلّ من سيعوّض ويكفّر عن تلك الخطايا سينال مني البركة والنِعم.”

وفي ردها على سؤال الرائية عمّا إذا كان هناك رجاء بالغفران، قالت السيدة: “نعم، طالما أنّ هذه الخطايا لم تعد ترتكب”.  


الظهور الخامس:


في 22 ت2 1947: في الكاتدرائية نفسها، وطلبت أن تقوم الرائية برسم إشارة الصّليب بلسانها أربع مرّات على البلاط في وسط الكنيسة، كفعل تكفير كما طلبت من القديسة برناديت في لورد ان تأكل العشب المرّ.

عندئذ نزلت العذراء فوق تلك البقعة وقالت: “أنزل إلى هذا المكان لأنّ ارتداداتٍ عظيمة كثيرة ستحدث هنا.” 

وتابعت بصوت حزين: “إنّ المسيحيين الإيطاليّن يوجّهون لابني يسوع الإله أكبر الإهانات بسبب خطايا المُضادّة للطّهارة. لذلك فإنّ الرب يطلب الصلاة، التّضحيات السّخيّة، والتّكفير”.

سألت بيرينا: “ماذا علينا أن نفعل لنتتم طلباتك بالصلاة والتكفير؟”

أجابت العذراء بحنانٍ: “الصّلاة. التّكفير (الإماتة) تعني أن تتقبّلوا كلّ يوم جميع الصّلبان الصّغيرة والواجبات أيضاً ، بروح التعويض. في 8 كانون الأول (عبد الحبل بلا دنس) سأظهر ظهرًا هنا في الكاتدرائية. ستكون تلك ساعة النّعمة. هذه الساعة ستثمر اهتداءات عظيمة وكثيرة. القلوب القاسية والباردة التي تشبه هذا الرخام ستلمسها النعمة الإلهية، وستصبح أمينة للرب بحب مخلص.” 


الظهور السادس:


في 7 كانون الأول 1947: ظهرت العذراء مرتديةً عِباءة بيضاء كان يحملها صبيٌ صغيرٌ من الجهة اليمنى وفتاةٌ من الجهة اليسرى. وقالت: “غداً سأظهر قلبي الذي لا يعرف الناس عنه سوى القليل جداً. وتابعت بصوت غاية في العذوبة:

في فاطيما طلبت أن يُنشر التكريس لقلبي الطاهر، أردت أن أعطي قلبي إلى العائلات المسيحية في بلدة بوناتي (إيطاليا) أمّا هنا، في مونتيكياري، فأرغب أن أُكرّم تحت اسم “الوردة السريّة” كما سبق وأشرتُ إلى ذلك مرارًا، إلى جانب التكريس لقلبي والذين يجب أن يمارسا بشكل خاص في المؤسّسات الدّينية، حتى ينالوا نعماً أكثر من خلال قلبي الأمومي.”


عندها ائتمنت العذراء بيرينا على سرٍّ مع الوعد بأنها تستخبرها عن الوقت الذي سيعلَن فيه السر. كذلك أرادت بيرينا أن تعرف من هما هذان الطّفلان. أجابت العذراء: “جاسينتا وفرانسيسكو، هما سوف يساعدانك في تجاربك ومعاناتك. لقد تعذّبا هما أيضاً. أريد منك ذات البساطة والطّيبة الّتي لدى هذَين الطفلين.

عندئذِ فتحت العذراء ذراعيها إشارةً إلى حمايتها، رفعت عينيها إلى السماء واختفت وهي تقول: “المجد لله.”


الظهور السابع:

في 8 كانون الأول1947: في هذا العيد العظيم حضر عددٌ لا يحصى من الكهنة. وقد استطاعت بيرينا الدخول إلى الكاتدرائية بعد جهدٍ كبير. ركعت في وسط الكنيسة تماماً حيث حدثت الظهورات الأخرى. خلال تلاوة الوردية المقدسة، صاحت بيرينا:

” آه، العذراء”. ساد صمتٌ شديدٌ! ظهرت العذراء على سلّمٍ أبيض كبير، مزيّن بثلاثة ورود بيضاء، وصفراء، وحمراء.

قالت العذراء مبتسمةً: “أنا الحبل بلا دنس”.




وفيما هي تنزل عدة درجات بجلال عظيم تابعت:

“أنا مريم، الممتلئة نعمة، والدة ابني الإله يسوع المسيح. من خلال قدومي إلى مونتيكياري، أرغب أن أُعرَف باسم الوردة السرية، ورغبتي أن يتمّ في كل عام في 8 كانون الأول ظُهرًا، الاحتفال بساعة النعمة من أجل العالم. ستنالون الكثير من النّعم الجسديّة والروحيّة من خلال هذه العبادة. إنّ ربنا، ابني يسوع المسيح الإله، سيرسل فيض رحمته إذا صلّى الأشخاص الصّالحون باستمرار من أجل إخوتهم الخطأة. يجب على أحد شخص أن يبلغ قريباً جداً البابا بيوس الثاني عشر أنّ رغبتي هي أن تُعلن ساعة النعمة من أجل العالم، وتُنشَر في العلم أجمع.

إذا تعذّر على شخصٍ ما زيارة الكنيسة، واكتفى بالصّلاة عند الظهيرة في منزله، فسينال أيضاً النّعم من خلالي. أيّ شخصٍ يصلّي على هذا البلاط ويذرف دموع التكفير، سيجِدُ سُلّماً سماويّاً آمِناً، وسينال الحماية والنعمة من خلال قلبي الأموميّ الحنون.


عندئذ أرت العذراء قلبها لبيرينا وقالت:

أنظري إلى هذا القلب الذي يحبّ البشر حبًّا شديدًا، في حين أنّ معظمهم لا يبادرونه إلّا بالإهانات فحسب. إذا صلّى الناس الصّالحون والسّيئون على السّواء، فسوف ينالون الرحمة والسّلام من خلال هذا القلب. إنّ الرب ما يزال يحمي الصّالحين، ويكبَح عقاباً عظيماً بِقدرة شفاعتي.”

ابتسمت العذراء ثانية وتابعت: “عمّا قريب سيدرك الناس عظمة ساعة النّعمة هذه.”

عندما رأت بيرينا أنّ العذراء كانت على وشك المغادرة قالت:” سيدتي الحبيبة، أنا أشكرك! باركي وطني إيطاليا والعالم أجمع، لكن خصوصاً الأب الأقدس، الكهنة، المكرسين، والخطأة.”

أجابت العذراء: ” لقد سبق وأعددت فيضًا من النعم، لكل أبنائي الذين يستمعون إلى كلماتي ويحفظونها في قلوبهم“.

وقد أكّدتْ لبيرينا أنّها ستعود في الوقت المناسب عندما سيتم إعلان السرّ الذي ائتمنت عليه من خلال السّلطة الكنسيّة. عندها قالت السيدة العذراء “إلى اللقاء”


انسحبت بيرينا إلى دير مختفّيةً عن العالم، حيث خدمت في المطبخ منتظرةً بصمت قدوم السّاعة، والتي أتت حسب الوعد بعد 19 عاماً.






فونتانيلي:


عام 1966، بدأت السيدة العذراء سلسلة جديدة من الظهورات عند ينبوع في فونتانيلي، في ضواحي مونتيكياري. واقفةُ عند الينبوع، يوم أحد الفصح، لمست الماء بيديها مرّتين وقالت لبيرينا:

“إنّّ ابني الإلهي أرسلني إلى هنا لأضع قوة شافية في هذا الماء. أريد من المرضى ومن كل أبنائي أن يأتوا إلى هذا البئر العجائبي. يجب على أبنائي أولاً أن يطلبوا الصفح عن خطاياهم وأن يسحبوا الماء بحبٍّ من البئر.”

بناءً على طلب العذراء فقد تمّ توزيع ميدالية تصوّر مريم الوردة السريّة أمّاً للكنيسة. ويتم تكريم تمثال جميل للعذراء الوردة السريّة يطابق وصف بيرينا في كاتدرائية مونتيكياري، وتمثال آخر في كنيسة صغيرة في فونتانيلي.


الأسقف أباتو فرانسيسكو روسّي، الذي كان كاهناً في مونتيكياري بين عامي 1949 و1971 مقتنع تماماً بصحّة الرؤى.


وقد منح البابا بيوس الثاني عشر بيرينا لقاء خاصًّا وقبل أن يغادر قال لها:” أرجوكِ صلي من أجلنا أيضاً.”


وقبل افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، حثّ البابا يوحنا الثالث والعشرون في رسالته الرسولية العالم أجمع، أن يصلّي بإكرام أمّ الله على أنها الوردة السريّة وبصلاة الورديّة على نيّة نجاح المجمع.

وكذلك فقد حثّ البابا بولس السادس في رسالته يوم 5 أيار عام 1969 جميع المؤمنين أن يتوسّلوا إلى السيدة العذراء في شهر أيّار خصوصاً لكونها الوردة السريّة. وقد صرّح في خطابه في المجمع في 21 ت2 1964:” نأمل أنّه في السنوات القادمة، سيكرّم كلّ المسيحيّين العذراء مريم الطوباوية ويعظّموها تحت لقب” “الوردة السريّة.”


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.