03 Aug
03Aug

لم يدر في خلد سارة كوبلاند أن قبولها لعرض عمل في العاصمة اللبنانية في 2019 سيقلب حياتها رأساً على عقب، فبعد بضع سنوات قضتها برفقة زوجها في نيويورك في إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، انتقلت مع عائلتها الصغيرة – زوجها وابنها ايزاك الذي لم يكن يتجاوز عمره العامين – إلى منطقة الأشرفية في قلب بيروت.


كانت قد ترددت على لبنان في زيارات عمل وشعرت بدفء الشعب اللبناني ولذا لم تترد في قبول عرض العمل وتمكنت خلال فترة قياسية من الاندماج في المجتمع وشعرت بنبض المدينة التي بادلتها نفس الشعور فأينما حلت العائلة، لقت ترحيباً حاراً وفيضاً من القبلات والأحضان لصغيرها الذي كانت ألحقته بروضة أطفال تدرس العربية والفرنسية والانجليزية.



في تمام الساعة السادسة وثماني دقائق من مساء الرابع من آب أغسطس 2020، وخلال أمسية “عادية” في حياة العائلة الأسترالية، دوى صوت الانفجار الضخم في أرجاء المكان وطغى على صوت الأم التي كانت تغني لأيزاك إحدى أغانية الفرنسية المفضلة “ألويتا”.



ركضت سارة إلى النافذة لمحاولة استيعاب ما حدث. ثوان وضرب الانفجار الثاني وتكسر زجاج المنزل ووجدت الشظايا طريقها إلى صدر أيزاك الصغير. ركضت به والدته إلى دورة المياه ظناً منها أنه سيكون هناك أكثر أماناً: “كنت حامل في الشهر السابع وأصبت بشظايا زجاجية في جسدي ووجهي. بدأت أدرك وقتها كم كانت إصابة أيزاك بليغة.”



نزلوا إلى الشارع الذي كان أشبه بمشهد من فيلم رعب هوليوودي، استقلت العائلة مع الطفل الجريح سيارة أحد المارة وتوجهوا إلى مستشفى رفيق الحريري ولم تفلح محاولات الأطباء في إنقاذه تاركة الوالدين في حالة صدمة.


ومنذ 3 اشهر كتبت سارة تغريدة على صحفتها على تويتر، أبكت فيها القلوب عندما استذكرت ابنها الذي فارق الحياة شأنه شأن 210 من أهل بيروت الذين قضوا في هذه الحادثة التي ترددت أصداؤها في العالم بأسره.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.